الاثنين، 14 مارس 2011

المفردات القرانية

المفردات القرانية
علي سلام




القول في الإعجاز لن يقف عند حد، بل سيظل القول فيه مفتوحًا لا يرد طارقًا ولا يمنع مسترفدًا وسيظل الإعجاز فيه قائمًا يتحدى معطيات الفكر مهما اتسع أفقه واستطال مرقاه، ومع تعدد جوانب الإعجاز فيه، فإن الإعجاز اللغوي يأتي في مقدمة هذه الجوانب. وقد تحدث العلماء عن لغته المعجزة، فأجمعوا على أنها لغة تخرق العادة وتخرج عن الإلف، وقارئ القرآن الكريم المتدبر له يلمس بيسر جوانب متعددة من مظاهر الإعجاز اللغوي، في موقع الكلمة من السياق، وهيئتها في الاشتقاق، وينالها في التصريف وحركتها في الإعراب، وجرسها في الصوت، وظلالها في الخيال، ووحيها في البيان. والرجوع إلى اللغة والاحتكام إليها في التعرف على معاني القرآن عصمة وهداية، ودربة ودراية، فهي وعاء معانيه، ومظهر إعجازه، وليس أقدر على فهم أساليبه، واستلهام أسراره، من عالم باللغة متفقه في علومها، متبحر في معارفها، وهذا أمر وعاء المتصلون بالقرآن الكريم، الباحثون في معانيه. ولا يخفي أن المعرفة بالألفاظ المفردة هي الخطوة الأولى في فهم الكلام، وبعض الجهل بالجزء يفضي إلى زيادة جهل بالمجموع، وإنما يسلم المرء عن الخطأ إذا سدّ جميع أبوابه، فمن لم يتبين معنى الألفاظ المفردة من القرآن، أغلق عليه باب التدبر وأشكل عليه فهم الجملة، وخفي عنه نظم الآيات والسورة، ثم سوء فهم الكلمة ليس بأمر هين، فإنه يتجاوز إلى إساءة فهم الكلام وكل ما يدل عليه من العلوم والحكم، فإن أجزاء الكلام يبين بعضها بعضًا للزوم التوافق بينها. إن القرآن الكريم، بثروته اللفظية الزاخرة، ما يزال، وسيظلّ، محطّ عناية الدارسين والباحثين؛ لتوقّف فهم دلالاته وأحكامه على فهم المراد منها، بوجه خاص. باهتمام العلماء منذ الصدر الأول من الإسلام، وأفردت لها مصنفات عديدة تندّ عن الحصر، وصل إلينا ـ بحمد الله ـ قسم كبير منها، تلقفته أيدي الباحثين بالدرس والتحقيق، وإن كان بعضّ منها لم يزل حبيس القماطر ينتظر من يزيل عنه غبار النسيان. وفي الأزمان المتأخرة دعت الحاجة إلى فهرسة سائر ألفاظ الكتاب العزيز والدلالة على مواضعها في المصحف الشريف، وعرف الباحثون مع دُعي بـ" المعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم".

http://www.4shared.com/file/145379691/fe188357/__-__.html

ليست هناك تعليقات: