السلفية المزيفة.......الخطر الداهم على امة الاسلام(1)

السلفية المزيفة.......الخطر الداهم على امة الاسلام(1)

د.عصام القشيط
مقدمة لا بد منه:
________________________________________
اقرأ (المزيفة) بفتح الياء،او كسرها فالمعنيان صحيحان!!
بل ان المعنى الاول كان مقدمة و توطئة للمعنى الثانى!!
تزييف السلفية تم فى عصور الاسلام الاولى بعد خلافة معاوية رضى الله عنه بتحالف غير مقدس بين امراء الجور و فقهاء السلطان من شيوخ الضلالة و علماء السوء
لم يكن هذا الامر ليؤتى اكله من ثمار الحنظل التى اذاقت الامة المر على مدى تاريخها ،لو لم يدخل فى الحلف من غير قصد_و لا وعى_ كثير من ائمة الهدى و العلماء الربانيين فيما مضى ثم ثار على نهجهم المقلدون لهم من العلماء من بعدهم!
قل ان شئت و انت صادق فيما تقول:ما بالك ايها النكرة الذى لم يبلغ من العلم شيئا تخطئ علماء الائمة المشهود لهم بالعلم و الفضل،بل قل ما هو اكثر من ذلك و اتهمنى _ان شئت _انى متبع هواى،و لكن فى المقابل اقرأ مقالتى بعين ناقدة ،و صدر رحب ،و ذهن متوقد،و نفس متطلعة الى الوصول الى الحق،فلعلك _ان فعلت_ تتفق معى فى معظم او بعض ما قلت او على الاقل تلتمس لى المعاذير و تحسن بى الظن و ان رأيتنى مخطئا فى كل ما قلت!!
اعلم ايها الاخ الكريم اننا نخطئ علماء فيما مضى ممن لا نبلغ فى علمهم قطرة من محيط،و لكن لما تكشفت الفتن و زال الغمام تبين لكل كليل البصر ما لم يكن يراه احدّ الناس بصرا و اذكاهم فؤدا و اعمقهم علما حال حدوث الفتنة و اشتداد الظلمة‍!!
هذه كانت مقدمة،و الآن ما هى مظاهر تزييف السلفية،و ماهى آثارها ،و ما مكمن الخطر فيها؟!

السلفية المزيفة....الخطر الداهم على الأمة(2)

السلفية المزيفة....الخطر الداهم على الأمة(2)

د.عصام القشيط
الموقف من الحاكم،عار و اى عار
____________________________________
عندما ننظر الى طريقة تولى الحاكم وفق المنهج السلفى المزيف ،نجد انهم ألزموا الامة بما لم يلزمها بها الله ولا رسوله،و رفضوا تحت مسمى الاتباع كل ما يجد من آليات لاختيار حاكم يسوس العباد بالدين لينعموا بخيرى الدنيا و الآخرة
1-فالحاكم لكى يكون ولى امر شرعى يجب ان يختاره اهل الحل و العقد:
و اين هم اهل الحل و العقد بعد اختيار عثمان عليه السلام،و من الذى يختارهم- بل قل من الذى يعينهم- و ما آلية اختيارهم
حتى لا أطيل الاسئلة ادعوك ان تنظر فى الساحة المصرية؛هل سيتوافق غالب علماء العصر على خمسن رجلا يكونوا هم أهل الحل و العقد؟!
اذا سلمنا ان اختيار اهل الحل و العقد طريقة محترمة توفر للاتمة صمام امان لاختيارحاكم يقيم الشريعة،فهل وجودهم اليوم هو فى نطاق الممكن ام المحال؟
2-و من الطرق التى الزمت السلفية المزيفة الامة بها هو ان يعهد الحاكم لمن بعده بالحكم(ولى العهد) و يستدلون علينا_يا وحيهم_ باختيار ابى بكر لعمر،رضى الله عنهما،و ليت شعرى ،أين فى الامة ناصح مثل ابى بكر ،و أين فى الامة امين مثل عمر
المهم انه بعد العهد بالولاية و وفاة السابق يتولى اللاحق الامر بعد اقرار اهل الحل و العقد(المعينين) طبعا ثم دعوة العامة للبيعة.................يا سلام!!!
3- اما العار كله و الخزى كله فهو فيما اقرته السلفية المزيفة من تولية الحاكم من خلال التغلب بقوة السلاح!!
كلام قيل فى وقت من الاوقات لما كانت القبائل تكاد يفنى بعضها بعضا طمعا فى السلطة،فأراد العلماء _غفر الله لهم_ ان يوقفوا نزيف الدم فأقروا ببيعة اول من يتغلب على ان يكون صاحب شوكة!!
الامر الآن لم يعد يتعلق بمغامرين لهم شوكة من قبيلة و عشيرة،بل اصبح يتعلق بالعسكر،ما ادراك ما العسكر،فهم اصحاب الشوكة فى كل بلاد المسلمين
اولئك العسكر الذين ما امسكوا بزمام دولة الا أفسدوها و جعلوا العزة فيها للكافرين و المنافقين و الفاسقين،اما أهل الديانة و الايمان فمخيرون بين الموت قهرا او صبرا(حبسا) او على اعواد المشانق!!
لاحظ ان عسكر اليوم،كمغامرى الامس لا يتورعون عن الاستعانة باعداء الدين من الكافرين فى الخارج و المنافقين فى الداخل للتغلب المراد حتى لو جاءوا على ظهور دبابات المستعمر الصليبى الدائم العداوة للاسلام و اهله
للحديث بقية

ماذا كان يجب أن يفعله الدكتور مرسي فى بداية حكمه ؟

ماذا كان يجب أن يفعله الدكتور مرسي فى بداية حكمه ؟

واحد بيسألني .. و هو مرسي كان في إيده إيه و معملوش.. يا أخي كل المؤسسات الفاسدة كانت ضده ؟!! 

الإجابة بسيطة جدا ..
و قبل الشروع في سردها .. بداية تحركات مرسي الخارجية فى توجهه للصين و إيران و روسيا و البرازيل و جنوب أفريقيا و باكستان و استعداده للانطلاق للهند .. أراها أمراً محموداً و خطوة استباقية جيدة فى إطار تطوير استراتيجية العلاقات الدولية المصرية .. و لكن لم يكن ليبدأ بهذا قبل أن يشرع فى ثلاثة إجراءات :

1- عندما قرر مرسي في بداية حكمه إقالة المجلس العسكري بقيادة طنطاوي .. كان هناك حالة من الالتفاف الشعبي حوله و روح الثورة تولدت فى نفوس كثير من المصريين بعدما شهدوا أول قرار ثوري حقيقي يُنفذ على الأرض ، حتى المعارضين لمرسي حينها من عموم الشعب أعجبتهم جرأته خصوصاً أن الإقالة جاءت بعد حادثة رفح التي أغضبت كل المصريين، فكان عليه أن يتخذ مباشرة خطوات استباقية للتطهير الفوري للمؤسسات التالية : الجيش - الداخلية - القضاء- الاعلام ، ثم يخرح على شعبه معلناً كافة الحقائق فيزيد الزخم الثوري ضد الباطل و يشتد الضغط أكثر لرفع ركام الفساد الطابق على صدر مصر منذ عقود بعيدة ..

2- ثم كان عليه بالتوازي أن يصدر إعلاناً دستورياً يُستفتى عليه الشعب يتضمن مبادئ ثورية هامة تمثل خطوط حمراء تعلو على الدستور .. منها :
- الشريعة الاسلامية هى المرجعية الوحيدة للدولة، و لا يجوز إصدار أى قانون يخالفها، و حقوق الأقليات محفوظة و لهم الاحتكام لشرائعهم و من يثبت تورطه فى أى عمليات استقواء بالخارج يتم تجريده من الجنسية المصرية.
- الجيش يحمي و لا يحكم ، و أى قائد من قواد الجيش يثبت تورطه في الانخراط في الشأن السياسي تتم محاكمته بتهمة الخيانة.
- حفظ الأمن مهمة وزارة الداخلية ، و أى ضابط مهما علت رتبته يثبت تواطئه على الإخلال بحفظ الأمن تتم إحالته للمحاكمة و عزله من منصبه ، و إنشاء كلية لتأهيل خريجي كليات الحقوق للانخراط فى العمل الشرطي.
- عزل كافة قضاة المحكمة الدستورية (و إحلال قضاة شرفاء مكانهم من تيار الاستقلال).
- الإعلام وسيلة للتوعية و ليس للتضليل أو ترويج الكذب ، و أى إعلامي يثبت تضليله للمشاهدين أو عمله على العبث باستقرار الدولة يتم منعه من أداء عمله مطلقاً نظراً لدقة المرحلة التي تمر بها البلاد .

3- بعد ذلك .. يقوم بتشكيل وزارة من الكفاءات الشرفاء و الابتعاد تماماً عن أى تعاون مع أى شخصية من النظام السابق أو المتربصين باستقرار الدولة أو المنشغلين بالصراع على تغييب الهوية الاسلامية.

ثم تبدأ عملية الإصلاح على نضافة ...

أنا مش بحلم .. بس هذا ما كان ينبغي على مرسي فعله من وجهة نظري الضيقة.